عُدنا والعودُ أحمدُ ... الرجاء من زوارنا الكرام تزويدنا بالوصلات التي لاتعمل

جديد مدونتنا

إبــحــث عن كتــــاب

الأربعاء، 21 أبريل 2010

من مؤلفات مكسيم غوركي




عن الكاتب


ولد غوركي في نيجني نوفغورود Nizhny Novgorod, وأصبح يتيما وهو في سن العاشرة. وبعدها بسنتين, وفي سن الثانية عشر, سنة 1880 , هرب من البيت وسعى للعثور على جدته.



قامت جدة غوركي بتربيته, وكانت راوية قصص ممتازة. وقد أثرت وفاتها فيه عميقا, وبعد محاولة إنتحار فاشلة في ديسمبر 1887 , سافر مشيا على الأقدام عبر الإمبراطورية الروسية لمدة خمس سنوات, متخذا أعمالا مختلفة, و جامعا في الوقت ذاته الإنطباعات التي إستخدمها لاحقا في كتابته.



كصحفي يعمل في صحف الأقاليم, كان غوركي يكتب بإسم مستعار هو Jehudiel Khlamida أو Иегудиил Хламида. وبدأ بإستعمال الإسم المستعار غوركي Gorky (وتعني حرفيا المر) في سنة 1892, عندما كان يعمل في صحيفة القوقاز (The Caucasus) في مدينة تفليس (تبليسي الحالية عاصمة جورجيا, بإسمها هذا منذ عام 1936). وقد عكس هذا الإسم المستعار غضبه العارم على واقع الحياة في روسيا, وتصميمه على قول الحقيقة المرة.



لاقى كتاب غوركي الأول (مقالات و قصص - Essays and Stories - Очерки и рассказы ), سنة 1898 نجاحاعظيما, وبدأ سيرة حياته ككاتب. وكان غوركي يكتب على نحو متواصل, مظهرا الأدب كممارسة جمالية بشكل أقل مما هو كعمل أخلاقي و سياسي يمكنه تغيير العالم, (رغم أنه بذل جهدا كبيرا على الأسلوب و الشكل الأدبي). ووصف حيوات الناس من أسفل الطبقات و على هامش المجتمع, كاشفا ليس فقط شدائدهم و إذلالهم و معاملتهم الوحشية, ولكن أيضا ومضة الإنسانية في دواخلهم.



مكانة غوركي, كصوت أدبي فريد من أسفل طبقات المجتمع, و كمدافع متحمس عن التحولات الإجتماعية و السياسية و الثقافية لروسيا(بحلول سنة 1899, كان يرتبط بشكل مكشوف بالحركة الإشتراكية الديمقراطية الماركسية الناشئة), ساعدت في جعله شخصا مشهورا بين المثقفين (الإنتلجنسيا) و الأعداد المتزايدة من العمال "الواعين". وفي القلب من كل عمله كان هناك الإيمان بالقيمة الأخلاقية والإمكانية المتأصلة في الإنسان. لقد عارض أفرادا مهمين, عالما بنبل منزلتهم الطبيعي, وملهما بالطاقة و الإرادة, ليصطف مع ناس يخضعون لظروف مهينة للحياة حولهم. ومع ذلك, فكل من كتاباته و رسائله تكشف عن "رجل قلق" (وهو وصف ذاتي متكرر) يكافح ليبدد مشاعر متعارضة من الإيمان و الشك, حب الحياة و القرف من فظاظة و إبتذال و تفاهة عالم البشر.



لقد عارض علنا النظام القيصري, و إعتقل مرات عديدة. صادق العديد من الثوريين وأصبح صديق لينين الشخصي بعد لقائهما عام 1902. وكشف السيطرة الحكومية على الصحافة. وفي العام 1902 إنتخب غوركي عضوا فخريا في مجال الأدب, في الأكاديمية الروسية, لكن القيصر نيكولاي الثاني أمر بتجريده منها. وإحتجاجا على ذلك, قدم أنطون تشيخوف و فلاديمير كورولينكو إستقالتيهما وتركا الأكاديمية.



شهدت الأعوام بين 1900 و 1905 نموا في التفاؤل في كتابات غوركي. وأصبح أكثر إسهاما في حركة المعارضة, وبسببها تعرض للإعتقال مرة أخرى ولمدة قصيرة عام 1901.



في العام 1904, وبعد أن ساءت علاقته بمسرح الفن في موسكو, بسبب خلافه مع فلاديمير نميروفيتش-دانشينكو, عاد غوركي إلى نيجني نوفغورود ليؤسس مسرحا خاصا به. وقدم كونستانتين ستانسلافسكي و سافا موروزوف الدعم المالي لهذا العمل. لقد رأى ستانسلافسكي في مسرح غوركي فرصة لتطوير شبكة من مسارح الأقاليم, أمل بها إصلاح فن المسرح في روسيا, وهو ما كان يحلم به منذ تسعينات القرن التاسع عشر. وقد أرسل بعض طلاب مدرسة المسرح, ومعهم مديرها إيوساف تيخوميروف, للعمل هناك. ومع حلول الخريف, على أية حال, وبعد أن منع الرقيب كل المسرحيات التي إقترح المسرح تقديمها, قرر غوركي ترك هذا المشروع.



الآن, وقد أصبح غوركي قاصا, ومحررا و كاتب مسرحيات ناجح ماليا, بدأ بتقديم الدعم المالي لحزب العمال الإشتراكي الديمقراطي الروسي, رغم أنه دعم أيضا المناشدات الليبرالية للحكومة لأجل الحقوق المدنية والإصلاح الإجتماعي.



إطلاق النار الوحشي على العمال الذين تظاهروا بإتجاه القيصر لتقديم إلتماس لأجل الإصلاح, في التاسع من يناير/كانون الثاني 1905 (وهو ما يعرف ب الأحد الدامي), والذي أطلق شرارة ثورة 1905, يبدو أنه السبب الذي دفع غوركي بحزم أشد بإتجاه الحلول الجذرية. لقد أصبح الآن أقرب إرتباطا بجناح فلاديمير لينين البلشفي للحزب - رغم أنه ليس من الواضح إن كان قد إنتمى رسميا إليهم, وإن علاقته مع لينين و البلاشفة ستكون دائما راسخة.



كانت أكثر كتاباته تأثيرا في هذه السنين هي سلسلة من المسرحيات السياسية, وأكثرها شهرة هي ("في القاع" أو "الحضيض" - The Lower Depths ) عام 1902.



في العام 1906, أرسل البلاشفة غوركي إلى أمريكا, في رحلة لجمع التبرعات, وعندما كان في منطقة جبال أديرونداك Adirondack Mountains, كتب غوركي روايته الشهيرة عن التحول الثوري و الكفاح, (الأم - Мать - The Mother ). تجاربه هناك عمقت مقته ل"الروح البرجوازية", ولكن أيضا إعجابه بجرأة الروح الأمريكية. وخلال سجنه القصير في (حصن بطرس و بولص) أثناء ثورة 1905 الروسية المجهضة, كتب غوركي مسرحية (أطفال الشمس - Children of the Sun), التي أعدت ظاهريا لتعالج موضوع وباء الكوليرا سنة 1862, ولكنها مفهومة كونيا بربطها بأحداث تعود للوقت الحاضر.



من العام 1906 وحتى العام 1913, عاش غوركي في جزيرة كابري Capri - إيطاليا, جزئيا لأسباب صحية وجزئيا للهرب من مناخ الإضطهاد في روسيا. وقد إستمر في مساندة عمل الإشتراكية الديمقراطية الروسية, وبخاصة البلاشفة, وإستمر في كتابة القصص و المقالات الثقافية.



الأكثر إثارة للجدل, أنه أوضح, وبمعية عدد من البلاشفة الخارجين عن خط الحزب, أوضح فلسفة أطلق عليها (البناء الإلهي - God-Building), والتي تسعى لإسترداد قوة الخرافة لمصلحة الثورة, وخلق إلحاد ديني, توضع فيه الإنسانية الجمعية محل الله, والتي كانت أيضا مفعمة بالعاطفة والروعة والثقة الأخلاقية, مع الوعد بالتحرر من الشر ومن المعاناة, وحتى من الموت.



ورغم أن فلسفة (البناء الإلهي) كبتت من قبل لينين, لكن غوركي إحتفظ بإيمانه بأن (الثقافة) - الوعي الأخلاقي والروحي بقيمة وطاقة الإنسان نفسه - ستكون لها أهمية أكثر حسما من الترتيبات السياسية والإقتصادية.



العفو العام, الذي صدر بمناسبة الذكرى 300 لحكم أسرة رومانوف, أتاح لغوركي العودة إلى روسيا, حيث واصل إنتقاده الإجتماعي, ورعايته لكتاب آخرين من عامة الشعب, وكتب سلسلة مهمة من المذكرات الثقافية, وبضمنها الجزء الأول من سيرته الذاتية. وعند عودته إلى روسيا, كتب بأن إنطباعه الرئيسي كان "الجميع كان مسحوقا ومجردا من صورة الله). والحل الوحيد, كما أعلن مرارا هو "الثقافة".



خلال الحرب العالمية الأولى, تحولت شقته في مدينة بتروغراد إلى غرفة عمليات للبلاشفة.



في أكتوبر/تشرين الثاني 1921, عاد غوركي إلى إيطاليا لأسباب صحية, إذ كان مريضا بالسل الرئوي. وقد زار الإتحاد السوفيتي عدة مرات بعد 1929. وفي العام 1932 دعاه جوزيف ستالين شخصيا للعودة النهائية, وقد قبل الدعوة.



عودة غوركي من إيطاليا الفاشية كانت نصرا دعائيا كبيرا للسوفيت. وقد منح وسام لينين, كما منح قصرا (كان يعود سابقا إلى المليونير ريابوشينسكي, وهو حاليا متحف غوركي) في موسكو, كما منح بيتا ريفيا dacha في الضواحي. و سمي أحد شوارع موسكو الرئيسية بإسمه, وكذلك المدينة التي ولد فيها. وسميت أكبر طائرة ثابتة الأجنحة في العالم في منتصف الثلاثينات, وهي طائرة توبوليف Tupolev ANT-20, بأسم مكسيم غوركي.



في 11 أكتوبر/تشرين الثاني 1931, قرأ غوركي قصته الخيالية (بنت و الموت - A Girl and Death), لزائريه ستالين وفوروشيلوف و مولوتوف. في نفس ذلك اليوم ترك ستالين توقيعه على الصفحة الأخيرة لهذا العمل لغوركي وكتب: هذه القطعة أقوى من "فاوست" غوته (الحب يقهر الموت) - "This piece is stronger than Goethe's Faust (love defeats death)".



وبعد تزايد القمع, وبخاصة بعد إغتيال سرجي كيروف في ديسمبر/كانون الأول 1934, وضع غوركي تحت الإقامة الجبرية غير المعلنة, في منزله في موسكو.



الموت المفاجئ لإبنه مكسيم بيشكوف في مايو/أيار 1934, تبعته وفاة مكسيم غوركي نفسه في يونيو/حزيران 1936. وقد أحاطت التخمينات طويلا ظروف وفاته. وكان ستالين ومولوتوف بين من حملوا نعشه خلال مراسيم الجنازة.



خلال محاكمات بوخارين Bukharin في العام 1938, كانت إحدى التهم أن غوركي قتل على يد رجال NKVD (قوميسارية الشعب للشؤون الداخلية - وزارة الداخلية) التابعة لياغودا Yagoda.

مسرحية الحضيض
المؤلفات المختارة المجلدالسادس
حياتي
كيف تعلمت الكتابة
أيام مع لينين

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

إخترتنا لكم