عُدنا والعودُ أحمدُ ... الرجاء من زوارنا الكرام تزويدنا بالوصلات التي لاتعمل

جديد مدونتنا

إبــحــث عن كتــــاب

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

أخبار الحمقى والمغفلين لإبن الجوزي






عن الكاتب

من أعلام المحدثين



شيخ الإسلام مفخر العراق


أبو الفرج ابن الجوزي 510 تقريبا - 597 هـ


بقلم: فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد


نائب رئيس الجامعة الإسلامية














نسبه:


هو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن


أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم ابن محمد بن


عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله القرشي


التيمي البكري البغدادي.






كنيته ولقبه ونسبته:


كنيته أبو الفرج ولقبه جمال الدين واشتهر بابن الجوزي, واختلف في هذه النسبة


فقيل إن جده جعفر نسب إلى فرضة من فرض البصرة يقال لها جوزة, وقال المنذري:


هو نسبة إلى موضع يقال له فرضة الجوز وقيل هو منسوب إلى محلة بالبصرة تسمى


محلة الجوز وقيل بل كانت في داره بواسط جوزة لم يكن بواسط جوزة سواها ذكر هذه


الأقوال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة.






ممن روى عنهم:


نشأ يتيماً إذ توفي والده وله ثلاث سنوات ولما ترعرع حملته أمه وعمته إلى


مسجد أبي الفضل بن ناصر وهو خاله فاعتنى به وأسمعه الحديث وحفظ القرآن وقرأ


على جماعة من القراء وقد سمع الحديث في صغره ولما بلغ رشده وفهم الطلب صار


ينتقي من الشيوخ من هو أمثل من غيره وأكثر إفادة وقال متحدثا عن ذلك:


"فلما فهمت الطلب كنت ألازم من الشيوخ أعلمهم وأوثر من أرباب النقل أفهمهم


فكانت همتي تجويد العُدد لا تكثير العدد ولما رأيت من أصحابي من يؤثر الاطلاع


على كبار مشايخي ذكرت عن كل واحد منهم حديثاً", ثم ذكر أهم مشيخته التي نوه


عنها وعدتهم سبعة وثمانون شيخاً من كبار شيوخه ومنهم القاضي أبو بكر الأنصاري


وأبو بكر المزرفي وأبو القاسم الحريري وعلي بن عبد الواحد الدينوري وأبو


السعادات المتوكلي وغيرهم.






ممن رووا عنه:


روى عنه ابن الصاحب يحيى وسبطه الواعظ شمس الدين يوسف بن فرعلي والحفظ عبد


الغني وابن الزبيبي وابن النجار وابن خليل والتقي البلداني وابن عبد الدائم


وغيرهم.






ثناء العلماء عليه:


وكان ابن الجوزي رحمه الله محل ثناء الأئمة وتقديرهم, قال فيه الذهبي في


التذكرة: " الإمام العلامة الحافظ عالم العراق وواعظ الآفاق", وقال ابن رجب


في ذيل طبقات الحنابلة : "الحافظ المفسر الفقيه الواعظ شيخ وقته وإمام عصره",


وقال الموفق عبد اللطيف:" كان ابن الجوزي لطيف الصورة حلو الشمائل رخيم


النغمة موزون الحركات والنغمات لذيذ المفاكهة يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون


لا يضيع زمانه شيئاً يكتب باليوم أربعة كراريس ويرتفع له كل سنة من كتابته ما


بين خمسين مجلداً إلى ستين وله في كل علم مشاركة لكنه كان في التفسير من


الأعيان وفي الحديث من الحفاظ وفي التاريخ من المتوسعين ولديه فقه كاف وأما


السجع الوعظي فله فيه ملكة قوية إن ارتجل أجاد وإن روى أبدع", وقال سبطه أبو


المظفر: " كان زاهداً في الدنيا متقللاً منها وما مازح أحداً قط ولا لعب مع


صبي ولا أكل من جهة لا يتيقن حلها وما زال على ذلك الأسلوب إلى أن توفاه الله


تعالى"، وقال موفق الدين المقدسي : " كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ


وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة وكان صاحب فنون وكان يدرس الفقه ويصنف فيه


وكان حافظاً للحديث وصنف فيه إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة ولا طريقته


فيها", وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان : " كان علامة عصره وإمام وقته في


الحديث وصناعة الوعظ صنف في فنون عديدة", وقال ابن كثير في البداية والنهاية:


" أحد أفراد العلماء برز في علوم كثيرة وانفرد بها عن غيره وجمع المصنفات


الكبار والصغار نحواً من ثلاثمائة مصنف وكتب بيده نحواً من مائتي مجلدة وتفرد


بفن الوعظ الذي لم يسبق إليه ولم يلحق شأوه فيه وفي طريقته وشكله وفي فصاحته


وبلاغته وعذوبته وحلاوة ترصيعه ونفوذ وعظه وغوصه على المعاني البديعة وتقريبه


الأشياء الغريبة فيما يشاهد من الأمور الحسية بعبارة وجيزة سريعة الفهم


والإدراك بحيث يجمع المعاني الكثيرة في الكلمة اليسيرة هذا وله في العلوم


كلها اليد الطولى والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ


والحساب والنظر في النجوم والطب والفقه وغير ذلك من اللغة والنحو", وقال:


"وبالجملة كان أستاذاً فرداً في الوعظ وغيره".






آثاره:


ابن الجوزي من العلماء الذين أكثروا من التأليف في فنون شتى, قال ابن خلكان


في وفيات الأعيان: "صنف في فنون عديدة", ثم ذكر نماذج منها وقال: " وبالجملة


كتبه أكثر من أن تعد وكتب بخطه شيئاً كثيراً والناس يغالون في ذلك حتى إنهم


يقولون: إنه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على


المدة فكان ما خص كل يوم تسعة كراريس وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل,


ويقال إنه جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم


فحصل منها شيء كثير وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك


فكفت وفضل منها"، وقال الذهبي في العبر: " صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة في


أنواع العلم من التفسير والحديث والفقه والزهد والوعظ والأخبار والتاريخ


والطب وغير ذلك", وقال الذهبي في التذكرة: "وما علمت أحداً من العلماء صنف ما


صنف هذا الرجل", وقال أبو العباس ابن تيمية: "وله مصنفات في أمور كثيرة حتى


عددتها فرأيتها أكثر من ألف مصنف ورأيت بعد ذلك له ما لم أره", وقال: " وله


التصانيف في الحديث وفنونه ما لم يصنف مثله وقد انتفع الناس به وهو من أجود


فنونه وله في الوعظ وفنونه ما لم يصنف مثله ومن أحسن تصانيفه ما يجمعه من


أخبار الأولين مثل المناقب التي صنفها فإنه ثقة كثير الاطلاع على مصنفات


الناس حسن الترتيب والتبويب قادر على الجمع والكتابة وكان من أحسن المصنفين


في هذه الأبواب تمييزاً فإن كثيراً من المصنفين لا يميز بين الصدق فيه


والكذب". وقد ترجم له الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ترجمه مطولة في


أربع وثلاثين صفحة سمّى فيها ما يزيد على مائتين من مصنفاته فيها المختصر


والمطول ومن أشهر المطبوع منها زاد المسير في علم التفسير وكتاب صفة الصفوة


وكتاب الموضوعات وكتاب مناقب الإمام أحمد وكتاب ذم الهوى وكتاب الوفاء بأحوال


المصطفى صلى الله عليه وسلم وكتاب تلبيس إبليس، وقد ذكر الحافظ بن رجب في


ترجمته أنه مع ما حصل له من التصنيف وكثرة الثناء عليه؛ للناس فيه كلام من


وجوه, منها كثرة أغلاطه في تصانيفه, وقال: " وعذره في هذا واضح وهو أنه كان


مكثراً من التصانيف فيصنف الكتاب ولا يعتبره بل يشتغل بغيره وربما كتب في


الوقت الواحد في تصانيف عديدة", ومنها ما يوجد في كلامه من الثناء والترفع


والتعاظم وكثرة الدعاوي ثم قال ابن رجب: "ولا ريب أنه كان عنده من ذلك طرف


والله يسامحه", ومنها ميله إلى التأويل في بعض كلامه, ثم قال ابن رجب:" ولا


ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف وهو وإن كان مطّلعا على الحديث والآثار في


هذا الباب فلم يكن خبيراً بحل شبه المتكلمين وبين فسادها".






وفاته:


توفي ليلة الجمعة ثاني عشر شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة ببغداد ودفن


بباب حرب، أرّخ وفاته بهذا ابن خلكان في وفيات الأعيان وقال: " وكانت ولادته


بطريق التقريب سنة ثمان وقيل عشر وخمسمائة", وقال: " وتوفي والده سنة أربع


عشرة وخمسمائة", وأرّخ وفاته بهذا ابن كثير في البداية والنهاية وقال: "وله


من العمر سبع وثمانون سنة وحملت جنازته على رؤوس الناس وكان الجمع كثيراً


جداً ودفن بباب حرب عند أبيه بالقرب من الإمام أحمد وكان يوماً مشهوداً حتى


قيل إنه أفطر جماعة من الناس من كثرة الزحام وشدة الحر", وذكر أنه كان له من


الأولاد الذكور ثلاثة وأن له عدة بنات رحمه الله.



الرقص مع البوم لغادة السمان










عن الشاعرة

ولدت في دمشق عام 1942.

تلقت علومها في دمشق، وتخرجت في جامعتها - قسم اللغة الإنكليزية حاملة الإجازة ، وفي الجامعة الأمريكية ببيروت حاملة الماجستير . عملت محاضرة في كلية الآداب بجامعة دمشق، وصحفية ، ومعدة برامج في الإذاعة.

عضو جمعية القصة والرواية.

مؤلفاتها وكلها صادرة عن منشورات غادة السمان.
1- عيناك قدري- 1962- عدد الطبعات 9.
2- لا بحر في بيروت- 1963- عدد الطبعات 8.
3- ليل الغرباء- 1966- عدد الطبعات 8.
4- رحيل المرافئ القديمة- 1973- عدد الطبعات 6.
5- حب- 1973 - عدد الطبعات9.
6- بيروت 75-1975- عدد الطبعات 5.
7- أعلنت عليك الحب- 1976- عدد الطبعات 9.
8- كوابيس بيروت - 1976- عدد الطبعات 6.
9- زمن الحب الآخر- 1978- عدد الطبعات 5.
10- الجسد حقيبة سفر- 1979- عدد الطبعات 3.
11- السباحة في بحيرة الشيطان - 1979- عدد الطبعات 5.
12- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979- عدد الطبعات 4.
13- اعتقال لحظة هاربة- 1979- عدد الطبعات 5.
14- مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979- عدد الطبعات 3.
15- الرغيف ينبض كالقلب- 1979- عدد الطبعات 3.
16- ع غ تتفرس- 1980- عدد الطبعات3.
17- صفارة انذار داخل رأسي- 1980- عدد الطبعات 2.
18- كتابات غير ملتزمة- 1980- عدد الطبعات 2.
19- الحب من الوريد إلى الوريد - 1981- عدد الطبعات 4.
20- القبيلة تستجوب القتيلة- 1981- عدد الطبعات 2.
21- ليلة المليار- 1986- عدد الطبعات 2.
22- البحر يحاكم سمكة - 1986- عدد الطبعات 1.
23- الأعماق المحتلة- 1987- عدد الطبعات 1.
24- اشهد عكس الريح- 1987- عدد الطبعات1.
25- تسكع داخل جرح- 1988- عدد الطبعات 1.
26- رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان- 1992.
27- عاشقة في محبرة - شعر- 1995.

الكتب التي صدرت عن غادة السمان:
1- غادة السمان بلا أجنحة- د. غالي شكري- دار الطليعة 1977.
2- غادة السمان الحب والحرب- د. الهام غالي- دار الطليعة 1980.
3- قضايا عربية في أدب غادة السمان- حنان عواد- دار الطليعة 1980.
4- الفن الروائي عند غادة السمان- عبد العزيز شبيل- دار المعارف - تونس 1987.
5- تحرر المرأة عبر أعمال غادة وسيمون دي بوفوار- نجلاء الاختيار (بالفرنسية) الترجمة عن دار الطليعة 1990.
6- التمرد والالتزام عند غادة السمان (بالإيطالية) بأولادي كابوا- الترجمة عن دار الطليعة 1991.
7- غادة السمان في أعمالها غير الكاملة- دراسة - عبد اللطيف الأرناؤوط- دمشق 1993.



حمله من هنا

البخلاء للجاحظ












عن الكاتب


ولد عمرو بن بحر في مدينة البصرة، نشأ مثل جميع أبناء فقراء جنوب العراق بين الماء والنخيل، طلب العلم في سن مبكّرة، فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده، ولكن اليتم والفقر حال دون تفرغه لطلب العلم، فصار يبيع السمك والخبز في النهار، ويكتري دكاكين الورّاقين في الليل، فما وقعت يده على كتاب إلا استوفى قراءته.
كان دميماً قبيحاً جاحظ العينين، ولكنّه لم يضق بدمامته، وعاش عمره كائناً اجتماعيّاً متفائلاً، يفرض احترامه على الجميع بسبب فصاحته وجمال أسلوبه، ونصاعة بيانه.
اتجه نحو بغداد وكانت مجمع أهل العلم والفضل، ومهوى أهل الفضائل والنهى، فتتلمذ على أبي عبيدة صاحب عيون الأخبار، والأصمعي الراوية المشهور صاحب الأصمعيّات، وأخذ النحو عن الأخفش، والكلام عن النظام بن إسحق.
وفي بغداد برز عمرو بن بحر بين أقرانه ككاتب بليغ، وسرعان ما تصدّر للتدريس، وتولّى ديوان الرسائل للخليفة المأمون.
امتاز أدبه بالعمق والأصالة والواقعيّة، وأسلوبه بالدقّة والإيجاز، والتلاؤم في مطابقة الكلام بمقتضى الحال، فجاءت عباراته واضحة بعيدة عن الابتذال والغموض.
وكان يميل إلى الفكاهة ويصور الواقع دون تستر أو محاولة للتجميل، فرسم طبقات المجتمع المتفاوتة التي خالطها، وبعد عن إستخدام الخيال والصور المجازية، وإعتمد في العرض علي الجدل المنطقي فأختار ألفاظاً دقيقة واضحة الأداء وبعد في ألفاظه عن الخشونة والغرابة.
وكان غزير التأليف، تربو كتبه على مائتي كتاب منها: (البيان والتبيين) في الأدب والإنشاء والخطابة، وهو أشرف كتبه، وأحسن تآليفه (كتاب الحيوان) سبعة أجزاء، وأجمل كتبه (البخلاء) وله (نظم القرآن) وسائر كتبه في غاية الكمال.
تركت طريقته في الكتابة التي تميّز بها على أساليب الكتّاب والمصنّفين العرب عدّة قرون، وفي مقدمة من تأثّر بأسلوبه ابن قتيبة الدينوري، والصولي، والثعالبي، ولا يزال أسلوبه من أجمل الأساليب الفنيّة وأكثرها إمتاعاً للقرّاء.
ويتحدّث كتّاب السير عن نهايته الحزينة في عام 868 م وقد هدّه شلل أقعده وشيخوخة صالحة، عندما سقطت الكتب التي أحبّها عليه في البصرة.

الجمعة، 25 سبتمبر 2009

الأعمال المسرحية الكاملة لاحمد شوقي

طفولة نهد لنزار قباني




حكاية الشعرْ كحكاية الوردة التي ترتجف على الرابية ، مخدة من العبير.. وقميصاً من الدم ..
إنكَ تحبها هذه الكتلة الملتهبة من الحرير التي تغمز إصبعك ، وأنفكَ ،
وخيالكَ ، وقلبكَ ، دون أن يدور في خلدك أن تمزقها ، وتقطعَ قميصها  الأحمر ، لتقفَ على سر هذا الجهاز الجميل الذي يُحدثُ لك هذه الهزة العجيبة ، وهذه الحالة السمحة ، القريرة ، التي تغرقُ فيها ....

 

حمله من هنا

الخميس، 24 سبتمبر 2009

مجموعة قصص مترجة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف


مجموعة قصص مترجة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف



عن الكاتب







موت كاتب

المتقلب

فانكا

الجندب

البيت المائل السقوف

عنب الثعلب

يونج

السيدة احبة الكلب

في الأخدود

العروس

حملها جميعها بملف واحد من هنا


فوضى الحواس لأحلام مستغانمي





حمل الرواية من هنا







عن الكاتبة



أحلام مستغانمي كاتبة تخفي خلف روايتها أبًا لطالما طبع حياتها بشخصيته الفذّة وتاريخه النضاليّ. لن نذهب إلى القول بأنّها أخذت عنه محاور رواياتها اقتباسًا. ولكن ما من شك في أنّ مسيرة حياته التي تحكي تاريخ الجزائر وجدت صدى واسعًا عبر مؤلِّفاتها.
كان والدها "محمد الشريف" من هواة الأدب الفرنسي. وقارئًا ذا ميول كلاسيكيّ لأمثال Victor Hugo, Voltaire Jean Jaques, Rousseau,. يستشف ذلك كلّ من يجالسه لأوّل مرّة. كما كانت له القدرة على سرد الكثير من القصص عن مدينته الأصليّة مسقط رأسه "قسنطينة" مع إدماج عنصر الوطنيّة وتاريخ الجزائر في كلّ حوار يخوضه. وذلك بفصاحة فرنسيّة وخطابة نادرة.
هذا الأبّ عرف السجون الفرنسيّة, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي1945 . وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلديّة, ومع ذلك فإنّه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك (45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات) وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسيّة, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. الذي أدّى إلى ولادة ما هو أكثر أهميّة, ويحسب له المستعمر الفرنسي ألف حساب: حزب جبهة التحرير الوطني FLN.
وأمّا عن الجدّة فاطمة الزهراء, فقد كانت أكثر ما تخشاه, هو فقدان آخر أبنائها بعد أن ثكلت كل إخوته, أثناء مظاهرات 1945 في مدينة قالمة.
هذه المأساة, لم تكن مصيراً لأسرة المستغانمي فقط. بل لكلّ الجزائر من خلال ملايين العائلات التي وجدت نفسها ممزّقة تحت وطأة الدمار الذي خلّفه الإستعمار.
بعد أشهر قليلة, يتوّجه محمد الشريف مع أمّه وزوجته وأحزانه إلى تونس كما لو أنّ روحه سحبت منه. فقد ودّع مدينة قسنطينة أرض آبائه وأجداده.
كانت تونس فيما مضى مقرًّا لبعض الرِفاق الأمير عبد القادر والمقراني بعد نفيهما. ويجد محمد الشريف نفسه محاطاً بجوٍّ ساخن لا يخلو من النضال, والجهاد في حزبي MTLD و PPA بطريقة تختلف عن نضاله السابق ولكن لا تقلّ أهميّة عن الذين يخوضون المعارك.
في هذه الظروف التي كانت تحمل مخاض الثورة, وإرهاصاتها الأولى تولد أحلام في تونس.
ولكي تعيش أسرته, يضطر الوالد للعمل كمدرّس للّغة الفرنسيّة. لأنّه لا يملك تأهيلاً غير تلك اللّغة, لذلك, سوف يبذل الأب كلّ ما بوسعه بعد ذلك, لتتعلَّم ابنته اللغة العربيّة التي مُنع هو من تعلمها. وبالإضافة إلى عمله, ناضل محمد الشريف في حزب الدستور التونسي (منزل تميم) محافظًا بذلك على نشاطه النضالي المغاربيّ ضد الإستعمار.
وعندما اندلعت الثورة الجزائريّة في أوّل نوفمبر 1954 شارك أبناء إخوته عزّ الدين وبديعة اللذان كانا يقيمان تحت كنفه منذ قتل والدهما, شاركا في مظاهرات طلاّبيّة تضامنًا مع المجاهدين قبل أن يلتحقا فيما بعد سنة 1955 بالأوراس الجزائريّة. وتصبح بديعة الحاصلة لتوّها على الباكالوريا, من أولى الفتيات الجزائريات اللاتي استبدلن بالجامعة الرشّاش, وانخرطن في الكفاح المسلَّح.
ما زلت لحدّ الآن, صور بديعة تظهر في الأفلام الوثائقية عن الثورة الجزائرية. حيث تبدو بالزي العسكري رفقة المجاهدين. وما زالت بعض آثار تلك الأحداث في ذاكرة أحلام الطفوليّة. حيث كان منزل أبيها مركزاً يلتقي فيه المجاهدون الذين سيلتحقون بالجبال, أو العائدين للمعالجة في تونس من الإصابات.
بعد الإستقلال, عاد جميع أفراد الأسرة إلى الوطن. واستقرّ الأب في العاصمة حيث كان يشغل منصب مستشار تقنيّ لدى رئاسة الجمهوريّة, ثم مديراً في وزارة الفلاحة, وأوّل مسؤول عن إدارة وتوزيع الأملاك الشاغرة, والمزارع والأراضي الفلاحيّة التي تركها المعمّرون الفرنسيون بعد مغادرتهم الجزائر. إضافة إلى نشاطه الدائم في اتحاد العمال الجزائريّين, الذي كان أحد ممثليه أثناء حرب التحرير.
غير أن حماسه لبناء الجزائر المستقلّة لتوّها, جعله يتطوّع في كل مشروع يساعد في الإسراع في إعمارها. وهكذا إضافة إلى المهمّات التي كان يقوم بها داخليًّا لتفقّد أوضاع الفلاّحين, تطوَّع لإعداد برنامج إذاعي (باللّغة الفرنسيّة) لشرح خطة التسيير الذاتي الفلاحي. ثمّ ساهم في حملة محو الأميّة التي دعا إليها الرئيس أحمد بن بلّة بإشرافه على إعداد كتب لهذه الغاية.
وهكذا نشأت ابنته الكبرى في محيط عائلي يلعب الأب فيه دورًا أساسيًّا. وكانت مقرّبة كثيرًا من أبيها وخالها عزّ الدين الضابط في جيش التحرير الذي كان كأخيها الأكبر. عبر هاتين الشخصيتين, عاشت كلّ المؤثّرات التي تطرأ على الساحة السياسيّة. و التي كشفت لها عن بعد أعمق, للجرح الجزائري (التصحيح الثوري للعقيد هواري بومدين, ومحاولة الانقلاب للعقيد الطاهر زبيري), عاشت الأزمة الجزائرية يومًّا بيوم من خلال مشاركة أبيها في حياته العمليّة, وحواراته الدائمة معها.
لم تكن أحلام غريبة عن ماضي الجزائر, ولا عن الحاضر الذي يعيشه الوطن. مما جعل كلّ مؤلفاتها تحمل شيئًا عن والدها, وإن لم يأتِ ذكره صراحة. فقد ترك بصماته عليها إلى الأبد. بدءًا من اختياره العربيّة لغة لها. لتثأر له بها. فحال إستقلال الجزائر ستكون أحلام مع أوّل فوج للبنات يتابع تعليمه في مدرسة الثعالبيّة, أولى مدرسة معرّبة للبنات في العاصمة. وتنتقل منها إلى ثانوية عائشة أم المؤمنين. لتتخرّج سنة 1971 من كليّة الآداب في الجزائر ضمن أوّل دفعة معرّبة تتخرّج بعد الإستقلال من جامعات الجزائر.
لكن قبل ذلك, سنة 1967, وإثر إنقلاب بومدين واعتقال الرئيس أحمد بن بلّة. يقع الأب مريضًا نتيجة للخلافات "القبليّة" والانقلابات السياسيّة التي أصبح فيها رفاق الأمس ألدّ الأعداء.
هذه الأزمة النفسيّة, أو الانهيار العصبيّ الذي أصابه, جعله يفقد صوابه في بعض الأحيان. خاصة بعد تعرّضه لمحاولة اغتيال, مما أدّى إلى الإقامة من حين لآخر في مصحّ عقليّ تابع للجيش الوطني الشعبيّ.
كانت أحلام آنذاك في سن المراهقة, طالبة في ثانوية عائشة بالعاصمة. وبما أنّها كانت أكبر إخواتها الأربعة, كان عليها هي أن تزور والدها في المستشفى المذكور, والواقع في حيّ باب الواد, ثلاث مرّات على الأقلّ كلّ أسبوع. كان مرض أبيها مرض الجزائر. هكذا كانت تراه وتعيشه.
قبل أن تبلغ أحلام الثامنة عشرة عاماً. وأثناء إعدادها لشهادة الباكلوريا, كان عليها ان تعمل لتساهم في إعالة إخوتها وعائلة تركها الوالد دون مورد. ولذا خلال ثلاث سنوات كانت أحلام تعدّ وتقدّم برنامجًا يوميًا في الإذاعة الجزائريّة يبثّ في ساعة متأخرّة من المساء تحت عنوان "همسات". وقد لاقت تلك "الوشوشات" الشعريّة نجاحًا كبيرًا تجاوز الحدود الجزائرية الى دول المغرب العربي. وساهمت في ميلاد إسم أحلام مستغانمي الشعريّ, الذي وجد له سندًا في صوتها الأذاعيّ المميّز وفي مقالات وقصائد كانت تنشرها أحلام في الصحافة الجزائرية. وديوان أوّل أصدرته سنة 1971 في الجزائر تحت عنوان "على مرفأ الأيام".
في هذا الوقت لم يكن أبوها حاضراً ليشهد ما حقّفته ابنته. بل كان يتواجد في المستشفى لفترات طويلة, بعد أن ساءت حالته.
هذا الوضع سبّب لأحلام معاناة كبيرة. فقد كانت كلّ نجاحاتها من أجل إسعاده هو, برغم علمها أنّه لن يتمكن يومًا من قراءتها لعدم إتقانه القراءة بالعربية.
وكانت فاجعة الأب الثانية, عندما انفصلت عنه أحلام وذهبت لتقيم في باريس حيث تزوّجت من صحفي لبناني ممن يكنّون ودًّا كبيرًا للجزائريين. وابتعدت عن الحياة الثقافية لبضع سنوات كي تكرِّس حياتها لأسرتها. قبل أن تعود في بداية الثمانينات لتتعاطى مع الأدب العربيّ من جديد. أوّلاً بتحضير شهادة دكتوراه في جامعة السوربون. ثمّ مشاركتها في الكتابة في مجلّة "الحوار" التي كان يصدرها زوجها من باريس, ومجلة "التضامن" التي كانت تصدر من لندن.
أثناء ذلك وجد الأب نفسه في مواجهة المرض والشيخوخة والوحدة. وراح يتواصل معها بالكتابة إليها في كلّ مناسبة وطنية عن ذاكرته النضاليّة وذلك الزمن الجميل الذي عاشه مع الرفاق في قسنطينة.
ثمّ ذات يوم توّقفت تلك الرسائل الطويلة المكتوبة دائمًا بخط أنيق وتعابير منتقاة. كان ذلك الأب الذي لا يفوّت مناسبة, مشغولاً بانتقاء تاريخ موته, كما لو كان يختار عنوانًا لقصائده.
في ليلة أوّل نوفمبر 1992, التاريخ المصادف لاندلاع الثورة الجزائريّة, كان محمد الشريف يوارى التراب في مقبرة العلياء, غير بعيد عن قبور رفاقه. كما لو كان يعود إلى الجزائر مع شهدائها. بتوقيت الرصاصة الأولى. فقد كان أحد ضحاياها وشهدائها الأحياء. وكان جثمانه يغادر مصادفة المستشفى العسكري على وقع النشيد الوطنيّ الذي كان يعزف لرفع العلم بمناسبة أوّل نوفمبر.
ومصادفة أيضًا, كانت السيارات العسكريّة تنقل نحو المستشفى الجثث المشوّهة لعدّة جنود قد تمّ التنكيل بهم على يد من لم يكن بعد معترفًا بوجودهم كجبهة إسلاميّة مسلّحة.
لقد أغمض عينيه قبل ذلك بقليل, متوجّسًا الفاجعة. ذلك الرجل الذي أدهش مرة إحدى الصحافيّات عندما سألته عن سيرته النضاليّة, فأجابها مستخفًّا بعمر قضاه بين المعتقلات والمصحّات والمنافي, قائلاً: "إن كنت جئت إلى العالم فقط لأنجب أحلام. فهذا يكفيني فخرًا. إنّها أهمّ إنجازاتي. أريد أن يقال إنني "أبو أحلام" أن أنسب إليها.. كما تنسب هي لي".
كان يدري وهو الشاعر, أنّ الكلمة هي الأبقى. وهي الأرفع. ولذا حمَّل ابنته إرثًا نضاليًا لا نجاة منه. بحكم الظروف التاريخيّة لميلاد قلمها, الذي جاء منغمسًا في القضايا الوطنيّة والقوميّة التي نذرت لها أحلام أدبها. وفاءًا لقارىء لن يقرأها يومًا.. ولم تكتب أحلام سواه. عساها بأدبها تردّ عنه بعض ما ألحق الوطن من أذى بأحلامه.

مراد مستغانمي شقيق الكاتبة
الجزائر حزيران 2001

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

البدوي الأحمر - محمد الماغوط


قصائد مختارة من كتاب محمد الماغوط
البدوي الأحمر


إغتصاب كان وأخواتها - محمد الماغوط

عندما لا تتاح للإنسان أيا كان جنسه ولونه ومعتقده فرصة للتعبير عما يعانيه ويطمح إليه لا بالفصحى ولا بالعامية ولا بالغناء ولا بالرسم ولا بالنحت ولا باية وسيلة من وسائل الإيضاح والتوضيح المتعارف عليها ،يلجأ إلى التعبير بالجسد كالإنسان البدائي أو ما يسمىالآن :بالمسرح الإيمائي وهو أرقى أنواع الفنون وأصعبها وأحقرها بالنسبة للعربي حيث يضطره الإرهاب اللحوح المتواصل للتعبير عن أهم واخطر قضاياه الإنسانية والوطنية والمصيرية بعينيه وحواجبه واذنيه أو بخصره ومؤخرته!! وهو الذي اخترع الأبجدية التي صكت فيها اول شريعة لحقوق الإنسان في العالم


 



الخميس، 17 سبتمبر 2009

الرسم بالكلمات ... نزار قباني

النبي والأجنحة المتكسرة لجبران خليل جبران







النبي



الذي أراده جبران رمزاً يعكس في ثنايا كلماته فلسفة الحياة وفلسفة الإنسان وفلسفة الوجود... جبران يرتقي بالإنسان بفكره الذي يضج بالمعاني السامية التي جسدها في رمز النبي الذي يحاول قيادة شعبه إلى الأمثل في كل مناحي الحياة... وهو وقبل كل شيء يحاول صياغة نفس هي لله أقرب من خلال حكمة بل حكم ملهمة من العالم العلوي، ينثرها جبران في معانيه وسطوره بل هي في كل حرف من حروفه، وهي دعوة الإنسان إلى السمو بذاته ليضحي متناغماً معها ومع من حوله ومع الكون، وليكون أقرب إلى خالقه قبل أي شيء.







حملها من هنا





الأجنحة المتكسرة



نزعة رومنسية واضحة تلف أحداث وقصة جبران "الأجنحة المتكسرة" فتىوفتاة وحب روحي طاهر يجمع بينهما، بعيد عن متعة الجسد وشهواته، وهو حب يائس، حب مستحيل انتهى بالموت. إلا أن هذا الموت يجمع بين الحبيبين اللذين فرقتهما شرائع الناس والحياة. وعلى غرار العديد من الرومنسيين أكد جبران ازدواجية الروح والمادة، فقدّس الروح واحتقر المادة، ف"ظمأ الروح أعظم من ارتواء المادة، وخوف النفس أحب من طمأنينة الجسد"، لأن ظمأ الروح هو ظمأ إلى مصدرها، إلى الكمال، إلى الله، فيما يكون ارتواء المادة فساداً، لأنه ابتعاد عن هذه الحقيقة، وانصراف إلى ما يفصل الروح عن مصدر وجودها، عن الخير المطلق. ولذلك يرى جبران أن المتحرر من عبودية الجسد وسجن المادة، وأن الحياة بعد الموت هي الحياة الحقيقية، وماهذه الحياة الدنيوية سوى حلم وسراب كاذب وذلك يتجلى من خلال حديث جبران على لسان أحد أبطاله "فارس كرامة" مخاطباً ابنته وهو على فراش الموت: "دعي روحي تستيقظ لأن الفجر قد لاح والحلم قد انتهى". فما دام الموت يحرر الروح من عبودية الجسد، فإنها يعيدها إلى مصدر وجودها ...







حملها من هنا











عن المؤلف



جبران خليل جبران ولد في 6 يناير 1883 في بلدة بشراي شمال لبنان وتوفي في نيويورك 10 ابريل 1931 بداء السل ، سافر مع امه واخوته الى امريكا عام 1895 ، فدرس فن التصوير وعاد الى لبنان ، وبعد اربع سنوات قصد باريس حيث تعمق في فن التصوير ، عاد الى الولايات الامريكية المتحدة ، واسس مع رفاقه "الرابطة القلمية" وكان رئيسها .
ادبه: كان في كتاباته اتجاهين ، احدهما يأخذ بالقوة ويثور على العقائد والدين ، والاخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة .
مؤلفاته: ألّف باللغة العربية : دمعة وابتسامة. الاروح المتمردة. الاجنحة المتكسرة. العواصف.
ألّف باللغة الانجليزية : النبي (بالانجليزية The Prophet) مكون من 26 قصيدة شعرية وترجم الى ما يزيد على 20 لغة. المجنون . رمل وزبد (بالانجليزية Sand and Foam). يسوع ابن الانسان (بالانجليزية Jesus, The Son of Man).









الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

الشوقيات , الأعمال الشعرية الكاملة لأحمد شوقي المجلد الأول والثاني



 
الأعمال الشعرية الكاملة لأحمد شوقي المجلد الأول والثاني





حملها من هنا







صفحة من الكتاب


عن الشاعر

ولد أحمد شوقي في القاهرة عام1868م، في أسرة ميسورة الحال تتصل بقصر الخديوي أخذته جدته لأمه من المهد ، وكفلته لوالديه.... وفي سن الرابعة أدخل كتاب الشيخ صالح بحي السيدة زينب... انتقل الى مدرسة المبتديان الابتدائية ، وبعد ذلك المدرسة التجهيزية الثانوية حيث حصل على المجانية كمكافأة على تفوقه... أتم الثانوية..ودرس بعد ذلك الحقوق، وبعد ان أتمها..عينه الخديوي في خاصته..وأرسله بعد عام إلى فرنسا ليستكمل دراسته، وأقام هناك 3 أعوام..عاد بالشهادة النهائية سنة1893 م.... عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة 1894 م فضمه توفيق إلى حاشيته أصدر الجزء الأول من الشوقيات – الذي يحمل تاريخ سنة 1898 م وتاريخ صدوره الحقيقي سنة1890م نفاه الإنجليز إلى الأندلس سنة 1914 م بعد أن اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى ، وفرض الإنجليز حمايتهم على مصر 1920 م أنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته وأهمها : مصرع كليوباترا ، ومجنون ليلى ، قمبيز ، وعلى بك الكبير توفى شوقي فى 14 أكتوبر 1932 م مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً.

طلبات الزوار


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


زوارنا الكرام هذه التدوينة أنشأتها لتلبية طلباتكم بالنسبة للكتب


يرجى مِن مَن يريد أي كتاب ذكر إسم الكتاب وإسم المؤلف وإن وجد سيتم رفعه مباشرة على هذه المدونة


متمني لكم قراءة مفيدة وممتعة


الاثنين، 14 سبتمبر 2009

الحب في زمن الكوليرا



للكاتب غابريل غارسيا ماركيز



القصة تروي قصة رجل وامرأة منذ المراهقة وحتى ما بعد بلوغهما السبعين ، وتصف ما تغير حولهما وما دار من حروب أهليه في منطقة الكاريبي و حتى تغيرات التكنولوجيا وتأثيراتها على نهر مجدلينا العظيم والبيئة الطبيعية في حوضه .

ولأن الرواية رواية "حب" كان اسمها حب ولأنها قصة حزينة في وسط حزين كان لا بد لماركيز أن يضيف "في زمن الكوليرا" والحاضرة كبطل رئيسي في الرواية كوحش منتشر في منطقة الكاريبي ذات الحر الخانق والفقر المدقع حاصدا البشر بشراسة لدرجة ترى فيها الجثث ملقاة في الشوارع ولا ينفذ منها حتى الأطباء أنفسهم ..

ولأن مفتاح الرواية عند ماركيز يتشكل من الكلمة الأولى فقد ربط بين اللوز المر والغراميات الكئيبة في طريق الطبيب أحد أبطال الرواية لمعاينة حالة انتحار لمهاجر نكتشف فيما بعد أنه قد يعتبر شخصا زائدا في الرواية وأنه مجرد حدث ثانوي .. كما يموت الطبيب في اليوم ذاته بحادث آخر ليبدأ ماركيز في قص أحداث الرواية عائدا بذاكرة الأبطال ما يزيد على نصف قرن ..

البطلان الرئيسيان هما فلورنتينو اريثا الذي يعشق فيرمينا اديثا وهي على مقاعد الدراسة وتبادله الحب عبر الرسائل فتطرد من المدرسة الدينية لأن المدرسة ضبطتها تكتب رسالة حب كما يرفض والدها التاجر هذا الحب لأنه يأمل لابنته بعريس من طبقة اجتماعية أعلى فيسافر بها بعيدا عن المنطقة ويغيب فترة يظنها كافية دون أن يدرك أن ابنته كانت على اتصال مع حبيبها طيلة الوقت بوساطة التلغراف وتعلقت به إلى أن اعتبرته خطيبا لها

والمفارقة المدهشة والتي ستكون بداية المأساة أنها وبعد ثلاثة سنوات من حبها له عبر الرسائل شبه اليومية لم تقترب منه بدرجة كافية كما في حصل ذات مرة في السوق وهي تشتري أغراض الخطوبة لتفاجأ بان حبها مجرد "وهم" وتذهل كيف أحبت ذلك "الطيف" المفتقر إلى الملامح المحددة فتنهي الأمر بقرار فردي

ثم تتزوج من طبيب جذاب خريج أوروبا يحظى بمباركة والدها نظرا لمكانته الاجتماعية وتعيش معه سعيدة طوال 52 عاما من عمرها ، تسافر فيها معه إلى أغلب أنحاء أوروبا وتتفنن في جمع كل ما هو غريب لتعرضه بعد عودتها على الأصدقاء والمعارف ، و تساهم وزوجها الطبيب في النشاطات الاجتماعية والثقافية في البلاد وتنتقل إلى طبقته بتفوق وتنجب منه وتنسى حبها الأول الذي لا ينساها للحظة ويعاهد نفسه على الزواج منها حتى لو أدى به الأمر أن ينتظر أو يتمنى وفاة زوجها !!

وبعد أن كان يرفض أن يعاشر غيرها رغم أنه يقضي وقته في فندق خاص بعمه بين عصافير الليل اللواتي يتكسبن عن طريق جسدهن دون أن يعيرهن اهتماما ، إلا أنه بعد زواجها وتعرضه لحادثة (اغتصاب) من قبل امرأة لم يتح له معرفتها ، يحاول أن يدفن نفسه في العلاقات الجنسية مع النساء بحثا عن الحب وكمحاولة للتعويض بطريقة الأخذ أكثر من العطاء ودون أن يذهب في أي علاقة إلى حد الالتزام لأنه يريد أن يظل حرا على أمل الاقتران بفيرمينا داثا

وفي الوقت ذاته يرتقي في عمله في شركة النقل النهري التي يملكها عمه بفضل اجتهاده وسعيه لمكانة ترضي حبيبته مع مساعدة المرأة الوحيدة التي عرفها كصديقة دون أن يضاجعها ، فيما بقية النساء كثيرات العدد يصورهن ماركيز بالشهوانيات غالبا غير المخلصات والميالات للخيانة بسهولة ، مركزا على الأرامل اللواتي يبدأن الحياة الحقة بعد وفاة أزواجهن !!

ورغم أنه كان يحب النساء اللواتي يعرفهن بطريقة ما ويحببنه إلا أنه كان يعتبر نفسه طوال الوقت زوجا لفرمينيا اديثا ويحافظ على سرية تلك العلاقات ويرفض أن تقاسمه أي منهن سريره في بيته والمعد فقط لها
ولم يكن يعذبه ضميره أو يحوله عن تصميمه شيئ حتى حين كان سببا في قتل إحداهن من قبل زوجها بسببه وحتى حين انتحر ت تلك الطفلة التي كان وصيا عليها وتصغره بستين عاما فيما كانت تشاركه سريره لأنه صدها بعد وفاة زوج فرمينا داثا أخيرا

زوج فرمينيا داثا كان طبيبا مثاليا ، يحب زوجته دون أن يخلو الأمر من نزوة تعرض لها وضحى بالمرأة التي كانت زنجية في سبيل زوجته ودون أن تخلو حياة طولها نصف قرن من بعض الرواسب والخلافات لتظل سعيدة بمعظمها وحتى موته .. لينكشف بعدها وعن طريق الصحف التي تترصد الطبقات العليا أنه كان على علاقة بصديقتها فتنقم عليه شاعرة بالإهانة حتى وهو متوفى ..

الأحداث كثيرة ويصعب عرضها كما يصعب إعطاء خط عام للشخصيات التي رسم ماركيز تفاصيلها بريشة متقنة ، دون إطالة ولكن الخط العام للرواية يروي إصرار فلورنتينو اريثا على الوصول لهدفه في الزواج من فرمينا داثا وإخلاصه لهذا الهدف رغم أننا في مرحلة ما نظن ذلك شبه مستحيل فهو يتعجل و يسارع لتقديم عهد الحب لفرمينا داثا في نفس يوم وفاة زوجها مما يجعلها تطرده بكيل من الشتائم ، ولكنه لا يفقد الأمل ويستمر في محاولة كسب صداقتها بطريقة عقلية هذه المرأة حيث لم تعد الرسائل العاطفية لها من تأثير مع امرأة في السبعين

يرسل لها رسائل عبارة عن تأملات في الحياة والزواج والشيخوخة تنال رضاها وتساعدها على تقبل الشيخوخة والموت بطريقة أفضل وتقبله شيئا فشيئا كصديق من عمرها تتبادل معه الأحاديث والتأملات فيما لا زال هو يرى فيها الحبيبة رغم تبدل مظهرها وذبولها وتجاوزهما العقد السابع ، ويتصادقان مع تشجيع ابنها الذي يفرح لأن أمه وجدت رفيقا من عمرها يتفاهم معها ومع نقمة ابنتها التي ترى الحب في هذه السن (قذارة) ، مما يؤدي بالأم لطردها من بيتها

أحداث الرواية الأخيرة تدور في سفينة نهرية حيث يدعو فلورنتينو اريثا حبيبته لرحلة نهرية على سفينة تمتلكها شركته فتوافق وهناك يقترب منها اكثر وتدرك بأنها تحبه رغم شعورها بأن عمرها لا يصلح للحب ولكن هذا ما كان يمنع فلورنتينو اريثا من الاستمرار بالأمل والسعي لراحتها فيتخلص من المسافرين الآخرين بخدعة أن السفينة عليها وباء الكوليرا لكي لا تنتهي الرحلة ويكون الفراق ويثبت أنها خدعة غير موفقة مع الحجر الصحي وتدخل السطات ..

وهنا تنتهي الرواية والسفينة تعبر النهر ذهابا وجيئة رافعة علم الوباء الأصفر دون أن ترسو إلا للتزود بوقود فيما تضم عش الحبيبين الذين لا يباليان بكبر عمرها ويقرران انهما الآن في مرحلة أفضل لوصول مرحلة ما وراء الحب وهي
الحب لذات الحب
.
.
.
.
.

سأخون وطني ... محمد الماغوط


لمحة عن الكاتب


عام 1934 كان ميلاد الشاعر محمد الماغوط في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية.. وسلمية ودمشق وبيروت كانت المحطات الأساسية في حياة الماغوط وإبداعه.
قد يكون محمد الماغوط واحداً من أكبر الأثرياء في عصرنا، إرثه مملكة مترامية، حدودها الكوابيس.. والحزن.. والخوف.. واللهفة الطاعنة بالحرمان، وشمسها طفولة نبيلة وشرسة.
عاش الماغوط مع الكوابيس، حتى صار سيد كوابيسه وأحزانه، وصار الخوف في لغته نقمة على الفساد والبؤس الإنساني بكل معانيه وأشكاله.. لغته مشتعلة دائماً تمسك بقارئها، تلسعه كلماتها كألسنة النيران، ترجّهُ بقوة، فيقف قارئ الماغوط أمام ذاته، ناقداً، باكياً، ضاحكاً، مسكوناً بالقلق والأسئلة.
في قصائده ومقالاته ومسرحياته وأفلامه، قدم محمد الماغوط نفسه عازفاً منفرداً، وطائراً خارج السرب، لا يستعير لغته من أحد، ولا يأبه إلا نفسه في انتمائه وعشقه وعلاقته بالناس والأمكنة.
وفيٌّ لعذاباته.. قوي الحدس، شجاع في اختراق حصار الخوف وأعين الرقباء، منحاز إلى الحرية والجمال والعدل.. وله طقسه النادر في حب الوطن ورسم عشقه له.. التي تقدمه مغايراً للمألوف في قيمه وعواطفه وانكساراته وأحلامه.
ورغم إعلانه أن الفرح ليس مهنته، وأن غرفة نومه بملايين الجدران، فهو بارع في اقتناص السعادة والاحتفاظ بها زمناً طويلاً، لكنها سعادة الماغوط المستولدة من رحم القهر والسجن والخيبة والتشرد وغدر الأصدقاء ورحيل الأحبة.. سجنه المبكر قبل قرابة نصف قرن، ما يزال نبعاً لذكريات.. تتحول المرارة فيها إلى سخرية حيناً وحكمة حيناً.. وإضاءات يطل من خلالها على نفسه أحياناً كثيرة.
مدينة (سلمية).. ودمشق.. وبيروت.. محطات حميمة في دفاتر الماغوط وفي حياته الشخصية والإبداعية.
كل الأرصفة والحانات والأقبية والحدائق العامة.. وكل الصالونات والفنادق والمقاهي والصحف ودور النشر، وكل الكتاب والرسامين والصحفيين وعمال المقاهي وشرطة المرور والسجانين وقطاع الطرق، كل النساء اللاتي أحبهن أو اللاتي نظرن باستعلاء إلى مظهره الريفي البائس واخترن مجالسة غيره.. وكل من مر بهم الماغوط في مراحل حياته المختلفة، ولا يزالون يقاسمونه غرفة نومه.. يرى ملامح لهم ومرتسمات وصوراً عالقة في كؤوس شرابه ولفافات تبغه.. ومحابره.. وأوراقه الخاصة.
كتب محمد الماغوط الخاطرة والقصيدة النثرية، وكتب الرواية والمسرحية وسيناريو المسلسل التلفزيوني والفيلم السينمائي، وهو في كل كتاباته حزين إلى آخر الدمع.. عاشق إلى حدود الشراسة، باحث عن حرية لا تهددها جيوش الغبار.
هو شاعر في كل نصوصه وفي كل تفاصيل حياته، يحتفظ بطفولة يندر مثيلها، يسافر كل يوم إلى نفسه وذكرياته، فيُذلل أحزانه ومواجعه، ويستعيد صور أحبته وأصدقائه وعذابات عمره الحميمة.. ويداوي نفسه بالكتابة والمكاشفة فتولد قصائده ونصوصه حاملة صورة محمد الماغوط وحريق روحه واكتشافاته التجريبية في الحياة واللغة.. فهو مدهش مفرد الأسلوب والموهبة، وأصدقاء شعره في جيله وكل الأجيال اللاحقة يتبارون في الاحتفال والاحتفاء بهذا الشاعر الضلّيل الكبير.

- يعتبر محمد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي.
- زوجته الشاعرة الراحلة سنية صالح، ولهما بنتان (شام) وتعمل طبيبة، و(سلافة) متخرجة من كلية الفنون الجميلة بدمشق.


- توفي في دمشق الاثنين 3-4-2006 الكاتب والأديب السوري البارز محمد الماغوط في إحدى مشافي العاصمة عن عمر ناهز 72 عاما بعض صراع طويل مع مرض السرطان.

يعتبر محمد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي.
- زوجته الشاعرة الراحلة سنية صالح، ولهما بنتان (شام) وتعمل طبيبة، و(سلافة) متخرجة من كلية الفنون الجميلة بدمشق.
- الأديب الكبير محمد الماغوط واحد من الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة وتوجه صحيفة «تشرين» السورية في نشأتها وصدورها وتطورها، حين تناوب مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية ، تعادل في مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 ومابعد، وكذلك الحال حين انتقل ليكتب «أليس في بلاد العجائب» في مجلة«المستقبل» الأسبوعية،وكانت بشهادة المرحوم نبيل خوري (رئيس التحرير) جواز مرور ،ممهوراً بكل البيانات الصادقة والأختام الى القارئ العربي، ولاسيما السوري، لما كان لها من دور كبير في انتشار «المستقبل» على نحو بارز وشائع في سورية. ‏
من مؤلفاته :
1- حزن في ضوء القمر - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1959 )
2- غرفة بملايين الجدران - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1960)
3- العصفور الأحدب - مسرحية 1960 (لم تمثل على المسرح)
4- المهرج - مسرحية ( مُثلت على المسرح 1960 ، طُبعت عام 1998 من قبل دار المدى - دمشق )
5- الفرح ليس مهنتي - شعر (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970)
6- ضيعة تشرين - مسرحية ( لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974)
7- شقائق النعمان - مسرحية
8- الأرجوحة - رواية 1974 (نشرت عام 1974 - 1991 عن دار رياض الريس للنشر)
9- غربة - مسرحية (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976 )
10- كاسك يا وطن - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1979)
11- خارج السرب - مسرحية ( دار المدى - دمشق 1999 ، مُثلت على المسرح بإخراج الفنان جهاد سعد)
12- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني ( من إنتاج التلفزيون السوري )
13- وين الغلط - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري )
14- وادي المسك - مسلسل تلفزيوني
15- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني
16- الحدود - فيلم سينمائي ( إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام )
17- التقرير - فيلم سينمائي ( إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)
18- سأخون وطني - مجموعة مقالات ( 1987- أعادت طباعتها دار المدى بدمشق 2001 )
19- سياف الزهور - نصوص ( دار المدى بدمشق 2001)






هكذا أكتب تاريخ النساء ... نزار قباني

 
 

مدخل١

إقرأيني .. آي تـُحسي . دائماً بالكبرياءْ

إقرأيني .. آلما فتشتِ في الصحراء عن قطرة ماءْ

إقرأيني .. آلما سدوا على العشاق أبوابَ الرجاءْ

أنا لا أآتبُ حُزْنَ امرأةٍ واحدةٍ

إنني أآتبُ تاريخَ النساءْ ...

مدخل ٢

في البدء آان الشعرُ ، والنثرُ هو استثناءْ

في البدء آان البحرُ ، والبرُّ هو استثناءْ

في البدء آان النهدُ ، والسفحُ هو استثناءْ

في البدء آنتِ أنتِ .. ثم آانتِ النســـــاءْ



لتحميل الديوان

أحلى قصائدي ... نزار قباني



أحلى قصائدي !
هل هذا ممكن ؟ وهل يستطيع شاعر على وجه الأرض أن يقرر بمثل هذه السهولة والرعونة ، ما هي أحلى قصائده .
وإذا كانت القصائد التي اخترتها هي أحلى القصائد من وجهة نظري ، فهل هي كذلك بالنسبة للآخرين ؟
إن ذوق الشاعر ، على أهميته ، يبقى ذوقه الخاص ، و ارتباطه الشخصي ببعض قصائده ، والظروف التاريخية والنفسية والإنسانية التي كتب تحت تأثيرها هذه القصائد ، تلعب دورا رئيسيا في لعبة الاختيار .
إن ورائي ثلاثين عاما من التجارب الشعرية ، وأمامي عشرون كتابا هي تذكرة ميلادي ، وجواز سفري ، وعمري كله .
فكيف أستطيع أن ألتقط من هذا البحر ، ثلاثين صدفة أقول عنها إنها البحر ..
وكيف أسمح لنفسي أن ألتقط من الشمس ثلاثين شعاعا وأدعي أنني سرقت النار؟..
إن كل عملية اختيار بحد ذاتها مرعبة. وعملية اختيار الشعر ممن كتبه هي ذروة الرعب ..
وإذا كان لا يستحيل على الإنسان أن يختار أثوابه ، وعطوره ، وأثاث بيته ، ولون ستائره ، فمن المستحيل عليه أن يختار انفعالاته ..
الشعر هو أرض الانفعال .
هو وطن الأشياء المنقلبة دائما على نفسها ، والأشكال الهاربة من شكلها .
وعلى هذه الأرض الحبلى بالدهشة والمفاجآت ، لا ثبات لشيء .ولا يقين لشيء ..
فكيف يختار الشاعر حصانه بين ألوف الخيول المتسابقة على حدقتي عينيه ؟
الاختيار كان دائما يعذبني . والتمييز بين هذه القصيدة وتلك كان دائما وجعي الأكبر .
وبالرغم من طول صحبتي للشعر ، وسكناي معه وفيه فإنني كلما دعيت إلى أمسية شعرية أقف أمام أوراقي خائفا ومترددا كالطفل عشية الامتحان .
إن فكرة إصدار مختارات شعرية لي فكرة قديمة ولكنني كنت دائما أؤجلها وأخشاها كما يخشى المتهم قرار المحكمة .
إلا أن مواجهتي اليومية للجمهور ووقوفي أمامه فاعلاً ومنفعلاً وردود الفعل المختلفة التي كانت تواجَه بها قصائدي أكسبتني بعض الخبرة في معرفة القصائد ـ المفاتيح في شعري. وأعني بالقصائد ـ المفاتيح ، تلك القصائد التي تركت وراءها أسئلة .. وحرائق .. ونار .. ودخانا .
واليوم وقد قررت أن أدخل قاعة المحاكمة أود أن أهمس في آذان المحلفين أن اختيار بضعة أشجار من غابة لا يمثل حقيقة الغابة ، وأن قطف ثلاثين زهرة ، ووضعها في آنية .. فيه ظلم كبير للبستان .. "








1972



للتحميل من هنا




لمحة عن الشاعر

ولد في دمشق في 21 مارس عام 1923 , في بيت واسع كثير الماء والزهر من منازل دمشق الوسيعة القديمة . والده توفيق القباني تاجر كبير , ورث نزار قباني الحس الفني المرهف بدوره عن عمه ابي خليل القباني , الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وبذر اول بذرة في نهضة المسرح المصري , عُني اول ما عني بالرسم , فمن الخامسة الى الثانية عشرة من عمره كان يرسم على الارض وعلى الجدران ويلطخ كل ما تقع عليه يده بحثا عن أشكال جديدة , ثم اهتم بالموسيقى لفترة قصيرة , وفي عام 1939 وكان في السادسة عشرة من عمره حين كتب اول قصيدة في الحنين الى بلاده وأذاعها من راديو روما ثم رجع الى بلاده وقضى فترة الحرب العالمية الثانية في دراسة الحقوق , وانهى دراسة الحقوق عام 1945 والتحق مباشرة بوزارة الخارجية وذهب في بعثة سياسية الى القاهرة وبقي فيها حتى عام 1948 ثم سافر الى تركيا , من ثم الى لندن عام 1952 , ثم سافر الى فرنسا والمانيا وانجلترا وبلجيكا واسبانيا والسويد والدنمارك ومن ثم الى لبنان حيث أسس فيها دار للنشر تحمل اسمه وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء "

المشاركات الشائعة

إخترتنا لكم