عُدنا والعودُ أحمدُ ... الرجاء من زوارنا الكرام تزويدنا بالوصلات التي لاتعمل

جديد مدونتنا

إبــحــث عن كتــــاب

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

أحلى قصائدي ... نزار قباني



أحلى قصائدي !
هل هذا ممكن ؟ وهل يستطيع شاعر على وجه الأرض أن يقرر بمثل هذه السهولة والرعونة ، ما هي أحلى قصائده .
وإذا كانت القصائد التي اخترتها هي أحلى القصائد من وجهة نظري ، فهل هي كذلك بالنسبة للآخرين ؟
إن ذوق الشاعر ، على أهميته ، يبقى ذوقه الخاص ، و ارتباطه الشخصي ببعض قصائده ، والظروف التاريخية والنفسية والإنسانية التي كتب تحت تأثيرها هذه القصائد ، تلعب دورا رئيسيا في لعبة الاختيار .
إن ورائي ثلاثين عاما من التجارب الشعرية ، وأمامي عشرون كتابا هي تذكرة ميلادي ، وجواز سفري ، وعمري كله .
فكيف أستطيع أن ألتقط من هذا البحر ، ثلاثين صدفة أقول عنها إنها البحر ..
وكيف أسمح لنفسي أن ألتقط من الشمس ثلاثين شعاعا وأدعي أنني سرقت النار؟..
إن كل عملية اختيار بحد ذاتها مرعبة. وعملية اختيار الشعر ممن كتبه هي ذروة الرعب ..
وإذا كان لا يستحيل على الإنسان أن يختار أثوابه ، وعطوره ، وأثاث بيته ، ولون ستائره ، فمن المستحيل عليه أن يختار انفعالاته ..
الشعر هو أرض الانفعال .
هو وطن الأشياء المنقلبة دائما على نفسها ، والأشكال الهاربة من شكلها .
وعلى هذه الأرض الحبلى بالدهشة والمفاجآت ، لا ثبات لشيء .ولا يقين لشيء ..
فكيف يختار الشاعر حصانه بين ألوف الخيول المتسابقة على حدقتي عينيه ؟
الاختيار كان دائما يعذبني . والتمييز بين هذه القصيدة وتلك كان دائما وجعي الأكبر .
وبالرغم من طول صحبتي للشعر ، وسكناي معه وفيه فإنني كلما دعيت إلى أمسية شعرية أقف أمام أوراقي خائفا ومترددا كالطفل عشية الامتحان .
إن فكرة إصدار مختارات شعرية لي فكرة قديمة ولكنني كنت دائما أؤجلها وأخشاها كما يخشى المتهم قرار المحكمة .
إلا أن مواجهتي اليومية للجمهور ووقوفي أمامه فاعلاً ومنفعلاً وردود الفعل المختلفة التي كانت تواجَه بها قصائدي أكسبتني بعض الخبرة في معرفة القصائد ـ المفاتيح في شعري. وأعني بالقصائد ـ المفاتيح ، تلك القصائد التي تركت وراءها أسئلة .. وحرائق .. ونار .. ودخانا .
واليوم وقد قررت أن أدخل قاعة المحاكمة أود أن أهمس في آذان المحلفين أن اختيار بضعة أشجار من غابة لا يمثل حقيقة الغابة ، وأن قطف ثلاثين زهرة ، ووضعها في آنية .. فيه ظلم كبير للبستان .. "








1972



للتحميل من هنا




لمحة عن الشاعر

ولد في دمشق في 21 مارس عام 1923 , في بيت واسع كثير الماء والزهر من منازل دمشق الوسيعة القديمة . والده توفيق القباني تاجر كبير , ورث نزار قباني الحس الفني المرهف بدوره عن عمه ابي خليل القباني , الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وبذر اول بذرة في نهضة المسرح المصري , عُني اول ما عني بالرسم , فمن الخامسة الى الثانية عشرة من عمره كان يرسم على الارض وعلى الجدران ويلطخ كل ما تقع عليه يده بحثا عن أشكال جديدة , ثم اهتم بالموسيقى لفترة قصيرة , وفي عام 1939 وكان في السادسة عشرة من عمره حين كتب اول قصيدة في الحنين الى بلاده وأذاعها من راديو روما ثم رجع الى بلاده وقضى فترة الحرب العالمية الثانية في دراسة الحقوق , وانهى دراسة الحقوق عام 1945 والتحق مباشرة بوزارة الخارجية وذهب في بعثة سياسية الى القاهرة وبقي فيها حتى عام 1948 ثم سافر الى تركيا , من ثم الى لندن عام 1952 , ثم سافر الى فرنسا والمانيا وانجلترا وبلجيكا واسبانيا والسويد والدنمارك ومن ثم الى لبنان حيث أسس فيها دار للنشر تحمل اسمه وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء "

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

إخترتنا لكم