عُدنا والعودُ أحمدُ ... الرجاء من زوارنا الكرام تزويدنا بالوصلات التي لاتعمل

جديد مدونتنا

إبــحــث عن كتــــاب

الجمعة، 12 فبراير 2010

الألحــان الفارسيــة لسيرغي يسينيــن



” لم تلد الأرض الروسية مَن هو أكثر محلية و أكثر عفوية ،
مَن هو أكثر وطنية و أفضل توقيتاً مما هو سيرغي يسينين …
و في ذات الوقت ، لقد كان يسينين مثالاً حياً ينبض بالأدب ، الذي
يواصل تقاليد بوشكين ، الأدب الذي ندعوه ذروة المبدأ الموزارتي .. ”
بوريس باسترناك



عن الشاعر



ولد سيرغي يسينين في 21 أيلول ( 4 تشرين الأول ) من عام 1895 في بلدة كونستانتينوفو ( أو قسطنطينوفو ) الواقعة على ضفة نهر أوكا في ناحية ريازان وسط روسيا .
كان إنساناّ ذكياً و جميلاً ، كان لطيفاً و أنيقاً .
عند السؤال كان يجيب بأن طقس الكتابة عنده يبدأ على النحو التالي : يقوم بغسل احتفالي للرأس ، ثم يضع باقة من الأزهار على الطاولة أمامه ، ثم يحضّر إبريقاً كاملاً من الشاي الأسود ” أكرك – عجم ” ، و من بعد ذلك يباشر كتابة القصيدة .
… و أنه كان قادراً أن يكتب من دون تصحيح . و قد كان يحبّ ، كما عبّر هو ذاته ، أن ” يتسكع ثم يقضي مع القصيدة ليلة كاملة ” .
و لأنه إنسان موهوب فقد كان لديه حس مرهف و قلب رقيق شفاف ، و لهذا كله فقد عانى كثيراً مما تعرضت له روسيا من إهانات و لما أوصلوها من كفر و ابتعاد عن الرب .
كم تعرّض الشاعر ” للطعنات ” من قبل النقاد بسبب تدينه و لأنه كان يعتبر نفسه بمثابة الناي الإلهية ، التي تُنشد المجدَ لا للطبيعة الروسية و حسب بل و للخالق أيضاً .
و في وقت متأخر من ليلة 27 كانون الأول من عام 1925 و في غرفة في فندق ” إنغليتير ” في بطرسبورغ ( تم هدم البناية في عام 1987 ) لقي حتفه بصورة تراجيدية الشاعر الشهير و الوسيم يسينين و هو في أوج فتوته و إبداعه .
كان في الثلاثين من عمره فقط …
لم يستطع قلب الشاعر المفعم بالمحبة تجاه أهله و قريته بل و تجاه كل ما هو روسي , أن يتحمل ما وصلت إليه روسيا(ه) بعد الثورة البلشفية حيث : ( الرب مطرود رسمياً من البلاد ، و الملحدون الكفرة يتحكمون بها ، و حيث يسود القتل و الخراب و الجوع … )
لقد أكدت السلطات وقتذاك أن يسينين مات انتحاراً عبر الشنق … لكن الشهود يؤكدون أن الشاعر كان بمزاج رائع بل و كانت ثمة مخطوطات مصححة بين يديه يريد أن يدفع بها إلى الطباعة .. و الكل يعرف كم هي جميلة و ممتعة تلك اللحظة التي تسلك فيها القصيدة طريقها إلى النشر ..
كما إنه معروف أن والدة الشاعر حضرت جنازته , و كانت ترغب في أن يتم دفن الجثة كما تتطلب ذلك التقاليد و المعتقدات المسيحية ، و أن تذرو بيديها التراب على قبره على شكل صليب . كما إنها أرادت دعوة قس لكي يقيم الصلاة عن روحه . لكنهم لم يسمحوا بكل ذلك . بل أقاموا له جنازة رسمية باهرة و خالية من أية مظاهر دينية . ومع ذلك فقد أقام أهله وأقرباؤه الصلاة عن راحة روحه في مسقط رأسه غيابياً .
علماً أنه : لا تجوز الصلاة على مَن قضى منتحراً ؟! .
باختصار هناك شكوك قوية في روسيا اليوم بخصوص فرضية انتحار الشاعر .. بل إن بعض الباحثين يجزمون بأنه تم اغتيال الشاعر من قبل أجهزة السلطة .. و هذا ما توصل إليه أحد المحققين الجنائيين الروس حديثاً و الذي قام بالتحري حول ملابسات الجريمة .. و قد صدر كتاب بهذا الخصوص يلقي الضوء على ” انتحار الشاعر ” .


ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

إخترتنا لكم