الهجاء غرض من الأغراض الشعرية الذي تمتد جذوره عميقاً في تربة الشعر حتى تصل إلى الشعر الجاهلي، وكان له شعراؤه الذين ذاع صيتهم من أشهرهم المخبّل القريعي، حيث كان أهجى العرب ثم كان من بعده حسان بن ثابت ثم الحطيئة والفرزدق وجرير والأخطل، هؤلاء الستة الغاية في الهجاء وفي غيره لم يكن في الجاهلية ولا في الإسلام لهم نظير. بعض من أبيات النقائض بين جرير و الفرزدق
وكان جرير أشدهم تكرماً لم يمدح فهجاه ولم يهج أحداً قط فمدحه، وكان الفرزدق يمدح الرجل ثم يهجو. وقد اشتهرت قصائد لجرير والفرزدق في هذا الغرض حيث جاء هجاء الواحد منهما للآخر في سلسلة من القصائد اختصّ بها الشاعران وهي على الشفاه إلى يومنا هذا. فكانت من أشهر وأشعر ما قيل في هذا الغرض. وجمع أبو عبيدة معمر بن المثني البصري النحوي العلامة في هذا الكتاب ديواناً سماه نقائض جرير والفرزدق الذي ضمّ تلك القصائد مع مناسباتها بالإضافة إلى أحداث جاءت في سياق تلك المناسبات التي نظمت فيها القصائد.
كان جريرمرسل العنان لا يعوقه قيد , حاد الذهن , خبيث اللسان , والفرزدق سليط اللسان , فاجر النفس متين الشعر , وسهل القافيه ,للاثنين نقائض عديده , وهجاءات جمه , انقل لكم بعضٌ منها ,( جواهر الادب ) .
ـ الفرزدق :
ان الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه اعزّ واطولُ
بيتاً زرارة محتبٍ بفنائه ومجاشعٌ وابو الفوارس نهشلِ
لا يحتبى بفناء بيتك مثلهم ابداً اذا عُد الفعال الافضل
ـ يرد عليه جرير :
أخزي الذي سمك السماء مجاشعاً وبنى بناءك في الحضيض الاسفل
بيتٌ يُحمم قينكم بفنائه دنساً مقاعدهُ خبيثُ المدخل ِ
قُتل الزبير وانت عاقد حبوةٍ تباً لحبوتك التي لم تحللِ
وافاك غدرك بالزبير على منى ومجرُ جعثنكم بذات الحرمل
بات الفرزدق يستجير لنفسه وعجان جعثن كالطريق المعمل
( جعثن اخت الفرزدق )
ـ الفرزدق :
حُلل الملوك لباسنا في اهلنا والسابغات الى الوغى نتسربل
ــ جرير :
لا تذكروا حُلل الملوك فانكم بعد الزبيركحائضٍ لم تغسلِ
ــ الفرزدق :
احلامنا تزن الجبال رزانةً وتخالنا جُناً اذا لم نجهلُ
خالي الذي غصب الملوك نفوسهم واليه كان حباء جفنة يُنقلُ
انا لنضربُ راس كل قبيلةٍ وابوك خلف اتانه يتقملُ
ــ جرير :
كان الفرزدق اذ يعوذ بخالهِ مثل الذليل يعوذ تحت القرملِ
افخر بضبةَ ان امك منهم ليس بن ضبةَ بالمعم المخولِ
ابلغ بني وقبان ان حلومهم خفت فلا يزنون حبة خردل
نقائض جرير والفرزدق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق