عن الكاتب
جورج وليم فريدريك هيجل (1770-1831)
يعد هيجل من الفلاسفة التي اختلف حولها الناس فاما صعدوا به الى قمة السماء و اما هبطوا به الى قاع الأرض
ولد في مدينة شتوتجارت الألمانية و درس الاهوت و الفلسفة و لقد اعجب جدا بافكار جان جاك روسو الثورية
و فلسفة كانط الأخلاقية ولقد اجتمعت لهيجل ثقافة واعية بتاريخ الحضارات و الأديان و المجتمعات و لقد استخلص فكرة من ادراكه الواعي هذا الا وهي :
(ان اسعد الأجيال هي تلك التي يمكن ان تعيش حياة ناعمة في ظل افكار عظيمة تكشف لها حقائق الوجود )
ولقد مات هيجل بعد سبعة ايام من انتهائه من كتابة مقدمة الطبعة الثانية من واحد من اشهر كتبه وهو المنطق
ولقد انتشر تلاميذ هيجل في كل مكان في اوروبا في المانيا و فرنسا ان له تأثير كبير ليس فقط على حركة الفلسفة الحديثة ولكن على احداث صنعت التاريخ فيما بعد كما سنري لاحقا
فلسفة هيجل
ان لفلسفة هيجل ترابط مذهل بين الأدب و الفكر و الدين
و كان له قدرة كبيرة على تحليل العناصر المشتركة و تصنيفها
ويقول اننا لا نستطيع ان نتعمق في الفكرة بتحليلها تحليلا مجردا مثل كانط
و انما تعمقنا لابد و ان يكون تعمقا للتجربة الأنسانية كلها فالفكر يشع في جوانب هذه التجربة علما و ادبا وفنا ودينا و قانونا وفلسفة فكل هذا يشكل الوعي الأنساني و بالتالي افكاره التي هي روح الحضارة
و يقصد هيجل ان كل شيء مما سبق ذكره انما هو يشكل الوعي الأنساني و لايمكن ان ننظر نظرة مجردة خالية تماما من اي شعور مثلما يريد كانط
مذهب هيجل في تطور الفكر الأنساني
يقسم هيجل الوعي الأنساني :
الى طبيعة انسانية واعية لما تتعامل معه
وطبيعة انسانية غير واعية و لكن تترسب فيها الأفكار بشكل احيانا غير محسوس حتى بالنسبة للأنسان نفسه
وهو ما يسموه في علم النفس اللاوعي او الوعي الباطن
ويشكل اللاوعي الباطن مجموعة من التصورات و الأفكار
وهناك اللا وعي الجمعي و المقصود هنا بترسب الأفكار في باطن وعي المجتمعات و الشعوب
ثم يتحدث هيجل عن الوجود فيقول
(نلاحظ ان الوجود لايبدو في صورة ثابتة بل صورة متغيرة و يتنافى هذا مع المنطق الثابت و لذلك يجب تنحية هذا المنطق و الأستغناء عنه بمبدأ
الجدل
و الجدل يجب ان يكون هو المنطق الجديد ينكر اي حقيقة مطلقة او منطق ثابت بل يعمل الجدل على تحويرة وتبديلة كلما ثبت خطأة او تكشفت لنا حقائق جديدة )
ويسعي هيجل الي التغلب علي المتناقضات التي تقف عثرة في طريق انخراط الأنسان انخراطا تاما في سلك العالم و الحياة ووصوله الى سيادة الواقع عن طريق العقل
ويعتبر هيجل المجتمع مبنيا على الملكية الخاصة باعتبارها النمط العقلي الضروري للتنظيم الأقتصادي و التناسق الأجتماعي
وهو يحاول ان يتغلب على متناقضات النظام الرأسمالي
فيقترح ان يتم تحرير الفكر الأنساني تحريرا كاملا
ورد النشاط الأنساني الى الفكر لينعقد لواء النصر للأنسانية
دور الجدل :ان هيجل يفسر الفكر تفسيرا حركيا على عكس ارسطو الذي يفسر الفكر تفسيرا ثابتا
بمعنى :
انه اذا كان العلماء يتحيرون امام احد الظواهر الطبيعية فانهم يفكرون تفكيرا حرا في محاولة لفهم تلك الظاهرة
و الظاهرة هنا التي يقصدها هيجل هي
الحياة الأنسانية وتاريخ البشرية
فهيجل يريد ان يدرسهما كظاهرة طبيعية و ان يفسرهما تفسيرا علميا و عقليا
ويمكن تلخيص ما يريدة هيجل في تلك النقطة بان :
ان التاريخ البشري و منذ فجر التاريخ و هو في صراع لمحاولة فهم العالم فهم عقلي
ولكن العقل نفسه يتطور بتطور الفكر الأنساني حتى يصل الى مرحلة الكمال العقلي
الذي تستطيع فيه الأنسانية ان تعتمد على العقل فقط
التصور و الحقيقة :المشكلة عند هيجل ليست الحقيقة ولكن تصورنا للحقيقة وفهمنا لها فان كان فهما ثابتا لايتغير فان هناك شيء خطا و ان كان فهما متغيرا تباعا للتغيرات فان المجتمع يكون مجتمعا صحيا
التطور الحضاري:
يقول هيجل ان الفكرة تحقق ذاتها في المجتمع كلما كانت اقرب للعقل و المنطق
ولقد رد هيجل تطور الحضارة الى تطور الفكر
ورد تطور الفكر الى حرية المجتمع
فكلما كان المجتمع حرا استطاع ان يحرر الفكر و ان يطوره وكلما استطاع المجتمع ان يطور الفكر فان حضارة هذا المجتمع تتطور بالضرورة
الأخلاقية الموضوعية الدولة و القانون
يري هيجل ان القانون يعبر عن الأرادة العامة العاقلة
و هو يحققق ذاته تدريجيا بحرية
ويرى ان خضوع الفرد كليا لسلطة الدولة هو الأساس
ويهاجم هيجل الداعون لتحرير الأنسان من كل قيد
قائلا انهم ينظرون للأنسان كما لو كان هو كل شيء و ينسون انه يشكل جزء صغير في حياة اجتماعية كبيرة
(وهو ما سنراة ايضا في فلسفة ماركس )
فهيجل اول من عارض فكرة حرية الأنسان المطلقة وخاصة في النواحي الأقتصادية
لأنها تؤثر على المجتمع ككل ..!!
ثلاث مجلدات لجورج فيلهلم فريدريش هيجل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق